عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

السبت، 13 أغسطس 2016

الحق ثابت ..بخلاف الباطل متغير الشخوص





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بخلاف ماينقدح في ذهن القارىء ومايتبادر الى ذهنه من ردود أفعال قد يعتبرها الآخر تطاولاً او تجاوزاً على شخوص لا يمكن القاء النقد عليهم او ماشابه ولكن في الحقيقة إن بحث المرجع الصرخي متخصص عن حادثة واقعية أصابت المجتمع من سنين وكادت تكون جاثوم عالق في صدور الناس وهذا البحث قد سمي باحد فصوله التي تتحدث 
حول شخصية السيستاني من المهد الى اللحد ولكن عبر دراسة معمقة يروي في هذا البحث مفاصل تأريخية وروايات من حياة أمير المؤمنين علي عليه السلام ولزومه الحق والانتصار له عبر تصوير الاحداث والحوارات والانفعالات النفسية وغيرها وربطها بالواقع المعاصر وكيفية الشبه بين الحق والباطل في الامس البعيد والقريب ..
لعل ما يصيب الواقع من شبهات وأهواء ومغريات وتقلبات الباطل والنفور عن الحق وعدم رؤية بعض الناس في تميز الحق والباطل السبب في ذلك يعود الى الشبهات التي تطرأ على ذهن الإنسان ولم يهتد لها إلى حل بحدود علمه، او أن يفسر الإنسان الدين بآرائه من دون أن يستند إلى الدليل والحجة وإنما بدافع الهوى وحب النفس..وبسبب ترك أئمة الهدى والعلماء ادى بالناس إلى الضياع عن طريق الحق وسلوك الطرق الباطلة التي لا توصل لمرضاة الله تعالى...كل هذه الاسباب وغيرها قد جعلت كفة الباطل تزبد وتعلو كما وصف بهذا الامر الامام علي عليه السلام بقوله ("أيها الناس! لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يطمع فيكم من ليس مثلكم، ولم يقوَ من قوي عليكم، لكنكم تُهْتُم متاه بني إسرائيل، ولعمري! ليضعفنَّ لكم التيه من بعدي أضعافاً بما خلفتم الحق وراء ظهوركم....) ..
فالحق لا يدرك إلا بالسعي والبذل والعطاء، فمن لم يكن مراده الحق، ولم يكن جدّياً ومجدّاً في إرادة الحق. وكان له أهواء أخرى تحركه، فإن نتائج ذلك لا يدافع عن داره، ولا يقاتل مع أمير الحق وإمام الحق وقائد الحق، فإن لم يدافع عن داره ولا يقاتل مع أميره ومولاه الحق، فهل سيدافع عن دار غيره وبلاد غيره؟!! هذا الامر ينطبق على من ينّصب نفسه امير الحق في عصرنا هذا ؟!!!هل راينا اي مدافعة للسيستاني عن الحق وعن اهله سوى الرضوخ للباطل واهل الباطل ؟!! هل دافع السيستاني عن منهج الامام علي عليه السلام كما يدعي الانتساب له ؟!! إنَّ عليّاً أدَّى الأمانة، وعمل بأمر اللَّه، وأخذ به، وأنت ياسيستاني ماذا فعلت ؟! قد ضيَّعت أمانتك، وخنت اللَّه في ماله، فأعطيت مال اللَّه من لا يستحقّه..فماذا سيكون جزائك ؟ 
هل راينا غير القبول باوامر ودستور الغرب ..هل فعل السيستاني ودافع عن داره ودار غيره؟!! نعم الدفاع كان للامريكان ,لايران ..لتسليط الفاسدين ..للاهواء والمصالح ..هل تغير الحق عن سابق عهده واصبح بهذا المنوال ؟!!
الحق ثابت لايمكن ان يتغير وصاحب البصيرة يستطيع معرفته لما مّيزه الله بالعقل والفطنة ولكن من يضمر في قلبه الكبر والغلو والبغض لا يمكن ان يميز الحق من الباطل كون 
الحق لا يدور مدار آراء الناس ومعتقداتهم حتى يستطيع الإنسان أن ينسب للآخر الذي يخالفه اسم الباطل، فليس الشخص نفسه هو ميزان الحق بل الحق ثابت وهو واحد بالنسبة إلى جميع البشر لأن الفاني , فانٍ بالنسبة لجميع البشر والباقي باقٍ بالنسبة إليهم جميعاً فلا يختلف الحق من شخص إلى آخر، فهو موجود وعلينا أن نتعرف عليه كما هو السابق لا كما نفهمه...وهنا يبين الإمام عليه السلام فيما روي عنه في النهج قوله:
"فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون"
إنكار الحق هو انكار لــ علي عليه السلام وبغض علي عليه السلام والتخاذل عنه هو تخاذل عن علي عليه السلام لان علي عليه السلام ("علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار".) كما وصفه رسول الله بذلك فمن يسير خلاف ذلك بلا شك هو من مبغضي علي عليه السلام وهذا البغض من النفاق والكره والعداء للحق واهله كما وصف بذلك الصرخي الحسني في بحثه الموسوم (السيستاني من المهد الى اللحد) وفي محاضرته الثامنة
ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي
8 ذو القعدة 1437هـ - 12 -8-2016..(بغضُ عليٍّ من النفاق، وحبُّه من الإيمان
لماذا البغضُ والكرْهُ والمُناصَبةُ والعداءُ المقنّن الممنهجُ ضدّ خليفة المسلمين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟!! والشارع المقدس وعلى لسان خاتم الأنبياء والمرسلين (صلوات الله تعالى عليه وعلى آله وعلى الأنبياء الصلاة والتسليم) أوضح لنا الجواب، فأرجع ذلك إلى النفاق والباطل والضلال، فبُغْضُ علي (عليه السلام) من النفاق، كما أنّ حُبَّه من الإيمان، وإنّ الانحراف عن علي (عليه السلام) هو انحراف عن الحق والوقوع والخوض في الباطل والضلال، فعليّ (عليه السلام) مع الحق، والحق معه يدور أينما دار..
ــــــــــــــــــــ
هيام الكناني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق