هيام الكناني

عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

الأحد، 19 أغسطس 2018

نَهج الإمام الباقر يتجسد بخُطى المُفكر الصرخي الحسني



نَهج الإمام الباقر يتجسد بخُطى المُفكر الصرخي الحسني

كسائرِ الأئمةِ المعصومين -عليهم السلام- تَميّز الإمام الباقر بالعلم الوافر والخلق العظيم، ولا شكَ أنَّ الهدف الأسمى من حياتِهِم -سلام الله عليهم- هو العبودية والطاعة لله سبحانه وتعالى، لِذا فقد كانت الدعوة إلى الله وظيفةٌ شريفة عظيمة، لا يوفَّق إليها إلا مَنْ أراد الله به خيرًا، وأراد أنْ يجعلهُ من ورثةِ الأنبياء؛ إذ تُعتبر من مقومات نهوضِ المجتمع المسلم وصلاحِه، فالأمام الباقر هو الذي بَقَرَّ العلم بقرًا وفجَّره تفجيرًا، وهوَ مِنْ الذين جعَّل الله تعالى رسالته فيهم، قال تعالى: (والله أعلم حيث يجعل رسالته)، الأنعام: 124.

وكان له الدور البارز كأَب للأمة بل للإنسانية، يحتوي الجميع بقلبهِ الواسع، وخُلقه العجيب النافع، وعلمهِ الزاهر، ومجده الوافر.

وقد عايش الأمة معاناتها وآلامها وكان له دور كبير في تسيير أمور العباد والبلاد إلى درب الرشاد قدر الإمكان، على الرغم مِنْ كُل العقبات والتحديات التي لازمتْ حياته -سلام الله- عليه فهو كسائر الأئمة الذين سبقوه كان يتميز بالأسلوب والمنهج الاصلاحي المتفاوت تبعًا لتفاوت الظروف التي كانت تحيط به، وبالحكم القائم، وبالاُمة المُسلمة، واستطاع أنْ يملء الدُنيا عطاءً على المستوى الفكري والعلمي والثقافي وحتى السياسي. واستمر بالدعوة إلى الإسلام الحق وإلى ولاية أهل البيت -عليهم السلام- وإلى توحيد الصف، وتنمية الذات الانسانية، وبناء المجتمع.

حيث عُرف عهد الإمام الباقر بكثرةِ الحواراتِ والمحاججات والمناظرات المفتوحة لإن دولة بني أمية فتحت المجال لانتشار البدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة، وانتشرتْ ظاهرة الافتاء بالرأي، وراج القياس في الاحكام والتفسير بالرأي لآيات القرآن المجيد، كما انتشرت أفكار التصوّف والاعتزال عن الحياة، وأشغل الحكّام كثيرًا من الناس بالجدل في المسائل العقلية التي لا فائدة فيها، وشجّعوا على اقامة مجالس المناظرة والجدل العقيم في ذات الله تعالى وفي الملائكة، وفي قِدمِ القرآن أو حدوثه.
وهكذا كان للحكّام دورًا كبيرًا في خلق المذاهب المنحرفة والتشجيع عليها، لاسيّما بعض المذاهب التي كانت تحمل شعار الانتساب إلى أهل البيت -عليهم السلام- كالكيسانية لغرض شق صفوف أتباع أهل البيت -عليهم السلام- الذين كانوا يستهدفون الواقع السياسي المنحرف.
فجلس الإمام الباقر -عليه السلام- بكل جهاد أمام هذه التيارات المنحرفة ومن اعتنقها يعِظهم ويُرشدهم ويصحح افكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم، وأكد على اقامة المناظرات العلمية بينه وبين علماء وأتباع المذاهب والديانات الأخرى، ولعل مناظرته مع العالِم النصراني هي خير شاهد والتي كانت نتيجتها لصالح الإمام الباقر -عليه السلام- حيث انهزم العالم النصراني بقوله: "جئتموني بأعلم مني وأقعدتموني معكم حتى هتكني وفضحني؟" ، الكافي: 8 / 122، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية
فكان -سلام الله عليه- مدرسة علمية حقيقية لعلوم وفكر ونهج الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه واله وسلم- وكان له التأثير الواضح والحقيقي لمن اقتدى وسار بنهجه -سلام الله عليه- من علمائنا الأعلام، وهكذا دأب المحقق الصرخي الحسني في محاربة الشبهات والأفكار المنحرفة الضالة المضلة وردَّ على كل ما طرح من شبهات ودعوات باطلة في داخل المذهب وخارجه، وكان لبحثيه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) و (الدولة المارقة..في عصر الظهور..منذ عهد الرسول -صلّى الله عليه وآله وسلّم-) الدور البارز في كشف الكثير من أهل التدليس والكذب والافتراء، ناهيكم عن تصديه للدعاوى المهدوية الزائفة بمناظرات علمية تقوائية ، أضافة الى بحوثه القيمة الاخرى في التفسير والمنطق والصول والاخلاق وما الى ذلك ومن يريد ان يتزود من منهل علمه فليطالع موقعه الإليكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي أو ليبحث عن كتبه المطبوعة .

++++

هيام الكناني

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

بطون ُتتخــم وجيوب تُحرم





بطون ُتتخــم وجيوب تُحرم

بــلمحة بسيطة من الأنسان العادي لعالم الواقع ومايجري فيه من فساد وأفساد وبؤس وحرمان ؛ ومن جهة أخرى ثراء الحكام ؛ يُشعرك بالغثيان والألم الشديد على حال معظم الشعوب في العالم التي كانت ومازالت تنام على دوي القتل من جهة والفقر والعوز من جهة اخرى ؛ ناهيكم عن تلك المفردة التي باتت معدومة في قاموس السياسيين والحكام خاصةً الا وهي الثقة ؛ ولعل المتمعن في تأريخ الأمم والشعوب يقر وبشدة أن سياسة الثقة مبنية على المكر والخداع والحيلة في عالم السياسة ويكاد يكون الغدر هو العلامة الفارقة للسلطة السياسية ..
البلاد الاسلامية ذات الطبيعة الساحرة والتي تخفي في أحشائها أسرار المال وأصحابة ؛ لطالما كانت ولازالت الملاذ الآمن ومصدر غنى الحكام والبقرة الحلوب التي تدر الكثير ..فالسياسات الظالمة لم تكتفي بظلمها السياسي وحسب بل تعداه لمختلف مناحي الحياة وخاصه نهب المال العام والخاص والذي يؤدي الى هلاك البشر والشجر والدولة ؛ والجميع يعلم أن بعض الحكام يجعلون من الحكم وسيلة لجمع المال العام وتكديسه سواء أكان ذلك داخل البلاد أو تهريبه إلى الخارج ؛ ولايهمها سوى تنفيذ ماجاءت له وتحقيق رغباتها حتى وان كان على جماجم الشعوب وأشلاء القتلى وكــأن البلاد مزرعة خاصة بهم يتصرفون بها مايحلو لهم ينهبون ويبددون المال العام ويسروقون المال الخاص وهم بهذا فقد سبقوا الاولين والاخرين وتركوا لأهوائهم وذويهم الحبل على الغارب في جمع المال ووضعه في بنوك الغرب لتامين مستقبلهم وتحت انظار أسيادهم !!! وهذه الدكتاتوريات الطاغوتية والتي هي خير السبل وأنجع الأساليب لتكبيل الامة الاسلامية ومنعها من النهوض والوحدة وبالتعاون مع الحكام العملاء الذين غابت عنهم العفه والعدل والنزاهة والشرف فلا وازع داخلي ولا ديني فالكذب درع السارق للافساد في الارض متبعين مقولة (جوع كلبك يتبعك) من خلال الفتات التي يتكرم بها الحكام عليه ؛ نعم فظاهرة المعدة التي لا تشبع قد تطول بإصرارها على شعوبها وتلتهم منهم كل شيء ولعل ابسط مثال على مايجري اليوم هو امتداد للماضي وكيف سقطت بلدنا الاسلامية بيد هولاكو وكيف يبين بنفسه فساد الحكام في جمع الاموال وذلك في تحقيق للباحث والمحقق الصرخي الحسني لتاريخ الامم السالفة وشعوبها المظلومة في بحث خاص إسمه (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري) وتحديدا في المحاضرة رقم " 44 " حقائق في كتاب سير أعلام النبلاء حول انشغال أئمة المارقة بجمع الأموال!!!
يذكر عن الذهبي: سير أعلام النبلاء16/ (379ـ 385): [المستعصم بالله]: قال (الذهبي): (.. ـ وَبَعَثَ(هولاكو) رَسُوْلًا إِلَى النَّاصِرِ وَكِتَابُه: {خِدْمَة ملك نَاصِر طَالَ عُمُرُهُ إِنَّا فَتحنَا بَغْدَادَ، وَاسْتَأْصلنَا مَلِكَهَا وَمُلْكَهَا، وَكَانَ ظَنَّ إِذْ ضنَّ بِالأَمْوَالِ وَلَمْ يُنَافس فِي الرِّجَالِ أنّ مُلكَه يَبْقَى عَلَى ذَلِكَ الحَال ... ن ... }} . وهنا يعلق الصرخي قائلاً: هولاكو هنا أعطانا سبب سقوط الخلافة العباسية، يقول: الخليفة جمع الأموال واعتزّ بها وكدَّسها ولم يهتم بالرجال، فتوقع بأمواله واكتنازه للأموال سيبقى على ما هو عليه..) http://gulfup.co/i/00676/f7qp3yiiua6w.png …

هكذا الأموال وجمعها من قبل الحكام كانت ولازال سبب في سقوط البلاد الاسلامية ولعل المستقبل القريب سيكشف لشعوب العالم الاسلامي حجم السرقات المالية والثراء الفاحش لرؤساء الأنظمة الآيلة للسقوط في المنطقة بعد ان كُشف للعالم فساد السلاطين والحكام من قبل ومن بعد !!! فالحرية والديمقراطية ليستا أكثر من ستار مقيت مخادع فاضح تختبئ وراءه مخالبُ الاستعمار الذي تمارسه هذه القوى الغربية" حارسة الأموال القذرة.
ــــــــــــــ

نور الإيمان يُحيي القلوب



نور الإيمان يُحيي القلوب

لابأس إن قلنا أن النور مِنحة ربانية لا تشاهدها الأبصار، بل هو أحساس وشعور وسكينة وطُمأنينة لكل أنسان صادق في نفسه مع ربه أيماناً راسخاً ؛ وتتجلى إشراقات هذا النور في قلب المؤمن على قدر التزامه وطاعته لله وهجرانه للمعاصي والآثام ؛ فمن أنار الله بصيرته بنور الايمان أهتدى لحقائق الاشياء وبواطنها كما تهتدي العين بنور الابصار ..وهذا ما أشار اليه القران في آياته ((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {12})(الحديد)
ولاريب أن نور الإيمان الذي يسكن في قلوب المؤمنين يتفاوت على قدر تفاوتهم في الطاعة وقربهم من الله ، فهناك من قد مُلئ قلبه ايماناً ؛وهناك من هو أضعف منه نوراً، ولعل هذا التباين في مستويات الطاعة فضلاً عن الإقبال والإدبار في الإيمان لدى المسلم، من الخصائص التي ترتبط بالضعف البشري، وتستدعي بين الفينة والأخرى تجديداً في الإيمان... ولعل أروع كلام ماقد أقتبسته لكم أحبتي في الله من البحث الاخلاقي (روح الصلاة) لاحد المحققين البارزين في مجتمعنا اليوم وهو الصرخي الحسني والذي قال فيه (إن نور الإيمان يشرف على القلب تدريجيًا، ثم يشتدّ ويتضاعف حتى يتمّ ويكمل، وأول ما يشرق النور يتأثر القلب بالخشية والهيبة من الله وعظمته وكبريائه وسائر صفاته الجلالية والجمالية، ولا يخفى أن الصفات الإلهية غير متناهية، وما ينعكس منها على النفس يتناسب مع مقدار ما تطيقه النفس وما حصل لها من استعداد لتقبّله، وكلّما كان العبد أعرف بربّه كان منه أخوف . )
نعم هكذا هو نور الايمان الحقيقي فإذا أردالآنسان سلوكًا صحيحًا، واستقامة جادة، وأخلاقًا حسنة، فعليه بالإيمان، فكلما ازداد الإيمان انصلح القلب، فتحسنت الأفعال؛ 
ولاشك أن الإيمان الحي يوقظ القوى الخفية داخل الإنسان ويجعله دومًا يتحدى أوضاعًا أقوى منه ، ويجتاز مصاعب أعظم بكثير من حدود إمكاناته ؛ ولكي يصبح الإيمان راسخًا في القلب ومهيمنا عليه لابد من ممارسة أسباب زيادته.
هيام الكناني

الأعتدال والوسطية سلوك مفقود في حياتنا



الأعتدال والوسطية سلوك مفقود في حياتنا

الأعتدال في كل شيء أمر حسِن وسلوك موفق لايمكن لأي شخص الوصول اليه الآ مَن كان ذو عقل راجح وقلب محب وصاحب ايمان قوي في غرس الكلمة الصح في المكان الصح , لديه من البصيرة ماتجعله يدرك مايجري من حوله؛ و أمرُ جميل أن يُنادي البعض بالاعتدال في المأكل والمشرب والملبس وبقية احتياجات الجسد. وألاجمل والأحســن الاعتدال الفكري وقبول الآراء , فن الأعتدال في العلاقة مع الآخرين يجعلك سعيداً ويمكّنك من مشاركة حياة الآخرين وعلى كل الاصعدة , لكن من المؤسف أن تسمع أو ترى أن من يدعو للإعتدال ويحث الآخر على الأعتدال الوسط ,هو يفعل عكس مايقول سواء في المأكل أو الملبس ثم تراه يدعو بالهلاك والثبور لكل من يخالف فكره ومنهجة ومعتقده .!؟ ؟ هل هذا اعتدال أم نقمة .؟ نعم ايها السادة الوسطية والاعتدال سلوك أجتماعي نفتقده كثيراً في حياتنا , أحياناً تجد الكثير يدعو اليه ولكن للأسف نحن أبعد من أن نمر بجنبه أو نلمسه ! يتحدث الكثير من النخب المتلفزة وأهل الجاه والمنصب بالاعتدال والوسطية وهم أبعد الناس عنها , لانها بصراحة ليست على مقاسهم , فالوسطي هو من يقف في مرتكز الدائرة ان صح قولنا في منتصف المسافة مابين اليسار واليمين وهنا يكون أقرب للجميع ليس حياداً أنما استقلالية تامة في الرأي والفكر ؛ كما ان الوسطية إعتدال تكويني للحياة الانسانية حددها الشارع المقدس لانها مهزلة التكفير والتفسيق الغير مبرر ولب الأعتدال هو قول الله (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط") وأن فعلت غير هذا ستكون النتيجة كما قال سبحانه (فتقعد ملولا محسورا)..الوسطية تمثل منطقة الأمان والبعد عن الخطر, ومركز الوحدة ونقطة التلاقي , من هذا الجانب انبرى المرجع الأستاذ , كاشفاً عن معنى الأعتدال والوسطية بكل أقواله وافعاله حاملاً معول العلم والفكر هادماً به جبل الجهل التكفيري المشحون بالمفخخات والأحزمة الناسفة , قاضٍ به على آخر مفقسة فكرية تورد أنواعاً من التنظيمات والاراء المتطرفة الدخيلة .. عبر سلسلة بحوث تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي في بحث"وقفات مع.. توحيد التيمية الجسمي الاسطوري"..والذي قد كشف فيه حقائق تأريخية كانت مغيبة من خلالِ الاستدلالِ العلمي الفكري والعقدي التاريخي الفلسفي بقراءة معتدلة بعيدة عن الغش والكذب والتزوير مبيناً الحقائق التأريخية بصورتها الجلية من أجل أدامة روح الإخوة وأحترام الرأي والرأي الاخر.. ويبقى على اصحابِ العقولِ اعادةِ قراءةِ التاريخِ بتجردٍ عن الطائفيةِ والمناطقيةِ..لذا يمكننا القول أن الأعتدال الحقيقي يتم من خلال مقياس كبير بيد مستقلة تفصل فيه بين الموقف والتعامل مع الطرف المختلف بجسرالعقل الموصل لليقينيات .
هيام الكناني

السبت، 27 يناير 2018

الأنسان والترقي في درجــات الكمال



تختلف الطاقات والاستعدادت لدى الانسان بأختلاف الأشخاص ؛ وهذه بمثابة المؤهلات التكوينية والفطرية لحركة الانسان في وجوده الحقيقي ؛ و منح هذه المزايا للانسان يُعد بمثابة نوع من التكريم التكويني الالهي له. وهو ما أشير إليه في القرآن الكريم((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تفْضِيلاً)الاية 70 من سورة الاسراء
لكن تسخير هذه القدرات والمؤهلات رهين بقدرة الانسان وأرادته على توجيه حركة حياته ؛ ممكن أن يسخرها الانسان في طريق تكامله الحقيقي ليطوي هذا الطريق وينال السعادة الابدية؛ ويمكن أن يُسيء أستغلال طاقاته وقدراته بما ينتهي به الى الأنحطاط والتدني الى درجة يغدو فيها اضل من البهيمية فيخسر اخرته ؛ ولعل أجمل وصف يحث على كيفية تدرج الانسان نحو الكمالات ما أقتبسته لكم أعزتي من البحث الأخلاقي (السير في طريق التكامل) للمحقق الصرخي الحسني والذي جاء فيه (الإنسان الذي يريد أن يسير في طريق الكمال الروحي والأخلاقي وتربية النفس، عليه أن يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقيّ حتى الوصول إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى؛ لأن عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالبًا ما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل، ولعلاج هذه الحالة المَرَضيّة عليه أن يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوى الأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همّتهويضاعفجهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني وهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصول إلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي، فلا يترك طريق الحقّ ويرضخ وينقاد لخطّ الباطل والرذيلة؛ بل عليه أن يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقيّ، فمثلًا في المستوى الأول عليه أن يهتمّ ويسعى للتعوّد علی ترك الكبائر فيعمل في سبيل تنمية وتصفية خاطره في سبيل الترقي والوصول إلى مستوی يمتنع فيه عن الكبائر، وبعد ذلك يضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني...وهكذا)
نعم هكذا فالنفس الانسانية توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا ما أراد صاحبها أن يُبدع في صياغة صناعتها عليه بالتدرج ونقلها من مواطن الركود والدعة الى مشارف العلو والرفعة شيئاً فــشيئاً.
ـــــــــ

هيام الكناني

الأربعاء، 24 يناير 2018

نهج الصحابة وأهل البيت نهج قرآني يا مارقة الفكر



إن أعظم مهمة في رسالة النبي هي تحرير الإنسان من القيود التي تبعده عن الحق، وتحرير الإنسان من الأغلال النفسية (الجبت) والأغلال الاجتماعية والسياسية (الطاغوت).فكان من شروط الايمان في رسالة النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) الكفر بالجبت والطاغوت..أي رفض القيود والأغلال، وإزالة الأنظمة الجائزة، ومكافحة الطغاة من الخارج بعد تحرير النفس من أغلال الخوف والجبن والكبر والشهوات في داخل النفس.؛ فكان من جميل صنع الرسالة الحقة التي قام بها النبي محمد واهل بيته الأطهــار أنهم كسروا عن الإنسان تلك القيود التي كانت تكبل عقله ونفسه ، يديه ورجليه ، وتمنعه من الانطلاق بحرية في الحياة من أجل تأمين سعادته واستقلاله وكرامته ، لقد كانت القيود والأغلال النفسية والخارجية تكبل حياة الإنسان كثيرة ؛وجاء محمد (صلّى الله عليه وآله)واله الاطهار برسالة الحرية ، وكسر تلك القيود الواحد بعد الآخر؛ فمن الوعي أن يدرك الأنسان أن كل شيء في حياتنا هي دروس تصقل شخصيتنا في فهم عمق الحقائق في كل موقف .فنصحح المسار ونهتدي للطريق الصحيح ؛ ومن البصيرة والفهم أن يقتدي الأنسان بمن هم أهل للأقتداء وهم أهل البيت عليهم السلام فــما جاء في مقتبس من البحث التأريخي (علي وولاية الشام ) للمحقق الأستاذ الصرخي تكشف وبوضوح احقية وأولوية أهل البيت في حياة الناس حيث ذكر في البحث ماوصف (لقد مثل أهل البيت القدوة والمثل الأعلى في كل المجالات فكان الحق یدور أینما داروا، و قد جسدوا ذلك بأسمی و أنبل درجة لا تعتریها أي شائبة أخلاقية أو عقلانية أو شرعية ، فليس من منهجهم (عليهم السلام) الغاية تبرر الوسيلة، فالغاية هي الحق والعدالة والإنصاف أما الرئاسة والسلطة فهي عبارة عن وسيلة للوصول إلى تلك الغاية والهدف)
فــإتباع نهج الرسول وأهل البيت عليهم السلام هي توفيق من الله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله أن يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت (سلام الله عليهم) ...، فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أن نشكر النعمة، علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا، أن نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم .
ــــ
هيام الكناني