عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

الأعتدال والوسطية سلوك مفقود في حياتنا



الأعتدال والوسطية سلوك مفقود في حياتنا

الأعتدال في كل شيء أمر حسِن وسلوك موفق لايمكن لأي شخص الوصول اليه الآ مَن كان ذو عقل راجح وقلب محب وصاحب ايمان قوي في غرس الكلمة الصح في المكان الصح , لديه من البصيرة ماتجعله يدرك مايجري من حوله؛ و أمرُ جميل أن يُنادي البعض بالاعتدال في المأكل والمشرب والملبس وبقية احتياجات الجسد. وألاجمل والأحســن الاعتدال الفكري وقبول الآراء , فن الأعتدال في العلاقة مع الآخرين يجعلك سعيداً ويمكّنك من مشاركة حياة الآخرين وعلى كل الاصعدة , لكن من المؤسف أن تسمع أو ترى أن من يدعو للإعتدال ويحث الآخر على الأعتدال الوسط ,هو يفعل عكس مايقول سواء في المأكل أو الملبس ثم تراه يدعو بالهلاك والثبور لكل من يخالف فكره ومنهجة ومعتقده .!؟ ؟ هل هذا اعتدال أم نقمة .؟ نعم ايها السادة الوسطية والاعتدال سلوك أجتماعي نفتقده كثيراً في حياتنا , أحياناً تجد الكثير يدعو اليه ولكن للأسف نحن أبعد من أن نمر بجنبه أو نلمسه ! يتحدث الكثير من النخب المتلفزة وأهل الجاه والمنصب بالاعتدال والوسطية وهم أبعد الناس عنها , لانها بصراحة ليست على مقاسهم , فالوسطي هو من يقف في مرتكز الدائرة ان صح قولنا في منتصف المسافة مابين اليسار واليمين وهنا يكون أقرب للجميع ليس حياداً أنما استقلالية تامة في الرأي والفكر ؛ كما ان الوسطية إعتدال تكويني للحياة الانسانية حددها الشارع المقدس لانها مهزلة التكفير والتفسيق الغير مبرر ولب الأعتدال هو قول الله (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط") وأن فعلت غير هذا ستكون النتيجة كما قال سبحانه (فتقعد ملولا محسورا)..الوسطية تمثل منطقة الأمان والبعد عن الخطر, ومركز الوحدة ونقطة التلاقي , من هذا الجانب انبرى المرجع الأستاذ , كاشفاً عن معنى الأعتدال والوسطية بكل أقواله وافعاله حاملاً معول العلم والفكر هادماً به جبل الجهل التكفيري المشحون بالمفخخات والأحزمة الناسفة , قاضٍ به على آخر مفقسة فكرية تورد أنواعاً من التنظيمات والاراء المتطرفة الدخيلة .. عبر سلسلة بحوث تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي في بحث"وقفات مع.. توحيد التيمية الجسمي الاسطوري"..والذي قد كشف فيه حقائق تأريخية كانت مغيبة من خلالِ الاستدلالِ العلمي الفكري والعقدي التاريخي الفلسفي بقراءة معتدلة بعيدة عن الغش والكذب والتزوير مبيناً الحقائق التأريخية بصورتها الجلية من أجل أدامة روح الإخوة وأحترام الرأي والرأي الاخر.. ويبقى على اصحابِ العقولِ اعادةِ قراءةِ التاريخِ بتجردٍ عن الطائفيةِ والمناطقيةِ..لذا يمكننا القول أن الأعتدال الحقيقي يتم من خلال مقياس كبير بيد مستقلة تفصل فيه بين الموقف والتعامل مع الطرف المختلف بجسرالعقل الموصل لليقينيات .
هيام الكناني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق