عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

السبت، 27 يناير 2018

الأنسان والترقي في درجــات الكمال



تختلف الطاقات والاستعدادت لدى الانسان بأختلاف الأشخاص ؛ وهذه بمثابة المؤهلات التكوينية والفطرية لحركة الانسان في وجوده الحقيقي ؛ و منح هذه المزايا للانسان يُعد بمثابة نوع من التكريم التكويني الالهي له. وهو ما أشير إليه في القرآن الكريم((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تفْضِيلاً)الاية 70 من سورة الاسراء
لكن تسخير هذه القدرات والمؤهلات رهين بقدرة الانسان وأرادته على توجيه حركة حياته ؛ ممكن أن يسخرها الانسان في طريق تكامله الحقيقي ليطوي هذا الطريق وينال السعادة الابدية؛ ويمكن أن يُسيء أستغلال طاقاته وقدراته بما ينتهي به الى الأنحطاط والتدني الى درجة يغدو فيها اضل من البهيمية فيخسر اخرته ؛ ولعل أجمل وصف يحث على كيفية تدرج الانسان نحو الكمالات ما أقتبسته لكم أعزتي من البحث الأخلاقي (السير في طريق التكامل) للمحقق الصرخي الحسني والذي جاء فيه (الإنسان الذي يريد أن يسير في طريق الكمال الروحي والأخلاقي وتربية النفس، عليه أن يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقيّ حتى الوصول إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى؛ لأن عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالبًا ما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل، ولعلاج هذه الحالة المَرَضيّة عليه أن يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوى الأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همّتهويضاعفجهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني وهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصول إلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي، فلا يترك طريق الحقّ ويرضخ وينقاد لخطّ الباطل والرذيلة؛ بل عليه أن يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقيّ، فمثلًا في المستوى الأول عليه أن يهتمّ ويسعى للتعوّد علی ترك الكبائر فيعمل في سبيل تنمية وتصفية خاطره في سبيل الترقي والوصول إلى مستوی يمتنع فيه عن الكبائر، وبعد ذلك يضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني...وهكذا)
نعم هكذا فالنفس الانسانية توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا ما أراد صاحبها أن يُبدع في صياغة صناعتها عليه بالتدرج ونقلها من مواطن الركود والدعة الى مشارف العلو والرفعة شيئاً فــشيئاً.
ـــــــــ

هيام الكناني

هناك 9 تعليقات:

  1. لا يكتمل البناء الروحي للفرد إلا بمعرفة قدراته أولاً لوضع سُلَّم الرُّقي للوصول إلى التكامل الأخلاقي الآخذ إلى السعادة الأبدية دون السقوط في هاوية جحيم الدنيا ومكائدها وأول خطوات الصعود هي معرفة القوانين والتشريعات الإسلامية والتمسك بها وإلا كانت القدرات خالية من القيمة والفائدة ...
    حُييتُم لذلك الطرح الرائع

    ردحذف
  2. لقد اكرم الله سبحانه وتعالى الانسان بنعمة العقل وبه يميز بين الصواب والخطأ وبين الراحة والتعب ولن ينال الراحة الابالعمل واخلاص النية والوصول شيئا فشيئا الى جهاد النفس من اجل الحصول على الكمال الروحي والاخلاقي بعد تسخير طاقات الجسد والروح تسخير ايجابي يعود بالنفع والفائدة للفرد

    ردحذف
  3. السعي للرقي الأخلاقي يستلزم وجود عقول متفتحة تريد أن تنال السعادة في الدنيا والراحة في الآخرة ، فلا رقي بدون عقل للذلك يستلزم العمل على اتمام العقل من خلال التبحر في العلوم الإلهية والإنتهال من منبعها الصافي المتمثل بآل البيت عليهم السلام او ممن ينوب عنهم بالحق كالمرجع الصرخي الحسني ... وفقك الله ست هيام

    ردحذف
  4. حذر الإسلام من مغبة التخلي عن الأخلاق الفاضلة حتي لا يصبح المجتمع بأفراده لعبة في يد الشياطين وتنهار فيه الأخلاق, ويفقد الناس فيه الأمن وتتحول علاقتهم إلى علاقة تربص كل بالآخرمن بعثته هو إتمام مكارم الأخلاق, ولكي يصل الإنسان لهذه الدرجة لابد أولا أن يكون عنده حافز نفسي وإقتناع وهذا الإقتناع لا يستطيع أن يبدأ طريق الوصول إلى الحق, والمتأمل في القرآن الكريم يجد إنه يدعو للتعامل مع نفسه وأولاده, فوجب عليه أن يساعد في انتشار الفضيلة بين أفراد المجتمع بادئاً بنفسه في تطبيق ذلك حتى يبلغ السعادة في الدنيا والأخرة بارك الله فيك استاذة هيام الكناني سلمت الانامل وفقك الله لكل خير

    ردحذف
  5. بارك الله بكم أستاذة

    ردحذف
  6. حييتم ووفقتم إن شاء الله

    ردحذف