ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مما لاشك فيه ان العيد فرحة الصغار ومصدر بهجتهم لكن هذه العبارة أختلفت في العراق فعندما تنظر لوجوه الاطفال تجد وكأن هموم الدنيا قد تكالبت عليها وجوه غاضبة وشفاه ذابلة ,وقلوب مجروحة عندها يدرك الناظر حجم المعاناة التي بات يعيشها هولاء الاطفال وعلى ضوء الظروف الذي يعيشها كل فرد عراقي وبالأخص المهجرون من مدنهم ولكوننا جزء من شعبنا الذي نفتخر بإنتمائنا له ,نفرح وتكون فرحتنا أكبر إذا انقطع شلال الدم النّازف في العراق وأذا أُستأصل الفساد والفاسدين وتغير مسار الظلم وحل مكانه الوئام والسلام والعدل والانصاف .والا فالقلوب تعتصر ألماً وحسرة على مايجري هنا وهناك ففي ظل هذه الأوضاع لايليق بنا ان نظهر مظهر الفرح وهناك من يرزحون تحت وطأة الظلم والظالمين ,الظلم في كل مكان هنا العراق وهناك فلسطين المغتصبة والقدس الأسيرة التي دنست من قِبل اليهود ,هناك سوريا ,وتونس ولبنان واليمن وكل أوطاننا العربية تعزف لحن الموت والدمار فكيف بنا الفرح وأراضينا قد دنسها المجرمون .أعيادنا هذه الاعوام مثقلة باللوعات من الصعب الأبتهاج, في هذه الأيام العصيبة التي تمر علينا جميعًا، ونحن نترقب مجريات الأحداث تساءَلت: أين من يدعي حقوق الإنسان؟ فمن يشاهد القصف والقتل في هذا الشهر الفضيل، شهر الحج ، يدرك أن العدل قد انتهى، وأن الإنسان يتعمّد أن يتجرّد من الإنسانيّة، وقلبي يعتصر ألمًا عندما أرى تلك المشاهد من القتل والدمار، وأذرف دمعًا عندما تطوى مع طفل صفحة حلمه وآماله... وما يؤلمنا أكثر التّخاذل والتواطؤ العربي، وخاصة من الأنظمة الرسميّة، وغياب العدالة الدوليّة، والإنحياز السّافر للجلاد، ومقارنته بالضحية، التي تئنّ تحت وطأة الحصار القهريّ، والتجويع والمرض وانعدام الأمل, مما حدا بالمتظاهرين المصلحين الشجعان ان يخرجوا ويطالبوا بحقوقهم وحقوق العراقيين الجياع المظلومين المنهوبة ثرواتهم والمستباحه بلادهم والمسفوحة دمائهم بغير حق ليطالبوا بالتغيير الجذري الحقيقي من أجل الحياة والحرية والكرامة ، واستعادة حقوقه الإنسانيّة والحياتيّة الأساسيّة لتأتي أعيادنا القادمة وقد تحقّقت أماني شعبنا بليله، حريته وحقوقه كاملة. لأنّ الظلم على أهلنا في العراق اغتال ملامح العيد وفرحته وكلّنا أمل أن تلاقي دعوتنا هذه تفهما وتجاوبًا لدى جميع فئات مجتمعنا، وأن نتنادى جميعًا للعمل معًا بما قد يخفّف من تداعيات الحروب والظلم وانعكاساتها السلبية على شعبنا وأطفالنا وعائلاتنا المنكوبة. تماشيّـًا مع قول الشّاعر «عيد بأيّة حال عدت يا عيد ,أملنا بالوطنيين الشرفاء من العراقيين أمثال المرجع الصرخي الحسني وكل الاحرار ومن يسير على نهجه من أبناء وطننا العزيز في خروجهم بتظاهراتهم التغييرية وهم ينددون بالفساد والمفسدين غير متناسين إخوانهم النازحين وهم يطالبون بعودتهم الى مدنهم سالمين ,المرجع الصرخي وهو ناصح ومرشد لهم حيث يذكر في بيانه( الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!! بكل تأكيد نحن معكم وننصَحُكم ، فهل سَألتُم أنفسَكم ، إننا نَخرُج من أجل الكهرباء وحَوْلَنا من أهلِنا وعشائِرِنا الأبرياء المسحوقين المستَضعَفين المرعوبين الذين تَحلُّ بهم وتقعُ عليهم كلَّ يومٍ بل كلَّ ساعةٍ مجزرةٌ بذبحٍ وحرقٍ وإطلاقِ نارٍ وقذائفَ مدفعيةٍ ودباباتٍ وصواريخَ وبراميلَ متفجرةٍ ومفخّخاتٍ ، فأين أنتم منهم ومن معاناتِهم ومن الخروجِ بتظاهراتٍ من أجلِهم والتخفيفِ عنهُم ، فأين أنتم من قولِ إمامِكم أميرِ المؤمنين عليّ عليه السلام : {{ وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ ، وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى ، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : ( وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ .... وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ )}} . أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح) أكثر على الرابط http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049005012#post1049005012 |
السبت، 24 أكتوبر 2015
عيـــدُنــا نــازح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق