عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

الأحد، 16 فبراير 2014

وقفة تأمُلية من فكر المرجعية(ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الاسلامي


 



إن التجارب علمتنا أن التاريخ مليء بالمفاجآت، وأن مساره لا يتبع دائمًا خطًّا مستقيمًا. بل فيه الكثير من التزييف والانحراف للوقائع التاريخية ولعل أحدث الأمثلة لذلك هو قضية المختار وما سمعناه وشاهدناه على شاشات التلفزة والفضائيات ظاهريا فحين نريد دراسة التاريخ علينا ان ندرسه بشكل يفيدنا للواقع الذي نعيشه, ومن المؤسف ان الامة الاسلامية قد اصبحت تقدس التاريخ باحداثه ورجاله حتى في حالة تناقضهم مع مقتضيات الدين. لقد أصبحت مناقشة التاريخ، اعادة تقييم السلف، نقد الرجال الذين لعبوا دوراً في ماضي الأمة.. أصبحت كلها في عداد المحرمات. (ص122 عن العراق والحركة الإسلامية)
ففي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتحدي والشبهات واثارت الفتن يتواصل سماحة السيد الصرخي الحسني في القاء السلسة  العقائدية التاريخية ودراسته حول قضية المختار ومناقشة العلماء البارزين وتحليله ضمن امهات الكتب المشهورة امثال بحار الانوار للشيخ المجلسي وابن نما وغيره,وعليه  فإن النهوض  لمعرفة التاريخ فلم يكن وليد طفرة اجتماعية أو سياسية او غيرها ، ولم ينشأ كرد فعل على حدث سياسي آتي، أو كمشروع  لممارسات التشكل السياسي في لحظة معينة، أو عملية نسف لظاهرة اجتماعية مرفوضة من قبل صاحب الطرح  ، بل كان أيضاً مشروعاً شاملاً ومتكاملاً يأخذ بعين الاعتبار الكثير من عناصر الواقع القائم في تجلياته الاجتماعية والفكرية والسياسية التي تشكو من خلل بنيوي وعملي تحتاج لإعادة تقويم لمصلحة مشروع الإسلام الحضاري الشامل,فقد اثيرت تساؤلات كثر حول الكثير من القضايا التاريخية والتي هي بالاصل تشغل بال الكثيرين لانها تعتبر دروس وعبر يستخلص منها الانسان ماهو مفيد فكيف اذا كانت هذه الدروس مبنية على التزييف
السيد الصرخي يحث على معرفة الحقائق من بطون الكتب وامهاتها بل انه يناقش اصحابها ويحلل
مواقفهم في دراسة الروايات وكيف انهم يفسخون الرواية من وجهة نظر واحدة حسب مايريدوه وهنا يبين السيد الصرخي بان العلم هو المقياس وهو النبراس الذي يضيء الانسان طريقه بقوله 
(..فيبقى العلم هو المقياس وهو النبراس فلا نستطيع ان نباري الاخرين الا بالجانب العلمي ....
فحينما نقيس العلم والمال فلا ريب ان العلم يسمو على المال، فلولا معرفة الانسان للحياة لما كان هناك فرق بين البشر و سائر الاحياء، بل لما كان هناك فرق بين الانسان والطبيعة، فالانسان انما سخر الطبيعة بعلمه، ولذلك نجد الآيات القرآنية تذكر بهذه الحقيقة، حيث يقول الله - تعالى- في قصة نبينا آدم ( عليه السلام) .
( وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء... وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ ابليس أبى و استكبر..)1. كلما كانت المعرفة أقرب إلى اليقين وأدنى إلى تبديد الشك والجهل وأقرب إلى الكلية والشمول بحيث تكشف ستاراً أكبر فإن أهميتها تزداد والطلب لها يشتد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق