جاء الاسلام ليغير المنهج الجاثم على صدر الامم المنحرف والبعيد عن القيم الالهية فُبعِث الرسول الامجد ليحدد كيفية إتباعه من اجل السير على الصراط المستقيم والخلاص من الظلال بقوله : (إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفونني فيهما) حيث بيّن(صلوات الله عليه ) أنّ المنجي من الضلالة هو التمسّك بالقرآن والعترة الطاهرة(عليهم السلام) معاً.
وعليه فان كل مايصدر من الرسول واهل البيت فهو حجة علينا لاننا نعتقد بأحقيتهم اعتقاد شرعي عقلي , لذلك إقتضت الإرادة الإلهية ان يكون أهل البيت هم المحك والقسيم للاختبار والابتلاء فبطاعتهم تكون الشفاعة ,وخلافها يكون الهلاك
فالعقيدة الاسلامية مشروطة بطاعة الرسول واهل بيته لانهم جزء من هذه العقيدة الاسلامية ,وللمرأة جانب في الإلتزام والإمتثال للعقيدة كون الاحكام الشرعية بماتتضمنها من سائر الاعتقادات تشمل المرأة والرجل .
لذا أوجب الاسلام على المراة كما اوجب على الرجل
من التفكر والتدبر في الامور الدينية وخاصة في العلم والتعلم فهي كالرجل عليها
تحمل المسؤوليةكل على قدر تحمله (المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولى ببعض )
ومخطىء من يقول تنقصنا من النساء اللاتي
يعتبرن مثال للاقتداء بهن والتعرف على سيرتهن واخذ العضة والعبر مما قدمن في
حياتهن
ان الاسلام أعطانا الكثير ولم يظلم المرأة
,ولم يجحف حقها ولم ينقص من كرامتها ,ولكن رسم لها جانباً ايجابياً في الحياة
وساوى بينها وبين الرجل من حيث الانسانية
والجزاء فهم متساويين في الخلق (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ ... )
إنكما متساويان
أمام الله في الأعمال ـ الثواب ـ العقاب .
المرأة ان استطاعت
تصفية نفسها وتنقية ذاتها وتطهير قلبها كانت هادئة مطمئنة تؤثر تأثيراً مباشراً بجيلها
الصاعد ... باطفالها وأولادها وتبعث فيهم النفس الصالحة.
فليس من التعاليم الاسلامية ولا من قوانين الشريعة السمحاء ، ابتعاد المرأة
عن الحياة العملية ، وإنما هو من تضليل المضللين وإسدالهم الستار على الاحكام الشرعية
الواضحة في حين لوثت العادات والتقاليد المستوحاة من المجتمعات غير الإسلامية نقاءها
وصفاءها ، وأسدلت عليها نقاباً من التشويش والتشويه والتضليل.
لهذا سنتكلم عن دور المرأة قديماً وحديثاً في تحمل العقيدة الالهية ؟ثم بعدها سنعرف هل هناك القدوة الصالحة للمرأة المسلمة المؤمنة؟
ان المتتبع للقران الكريم يجد الكثير من النساء المثاليات التي لابد من التعلم والتزود من افكارهن ودور حياتهن في مسيرتهن بالرغم من الظروف التي كانت تحدث معهن فكن نساء مواليات لله تعالى مطيعات مخلصات يمتلكن من الشجاعة برغم كثر الشبهات والاغراءات التي كانت حولهن ,تجدهن مؤمنان متمسكات بما يعتقدن به
قال رسول الله صل الله عليه وآله -: (كَمُلَ مِنَ الرِّجال كَثِيرُ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساءِ إِلاّ أَرْبَع: مَرْيـــم وَآسِيَا وَخَديجـــَة وَفاطِمـــَة) نور الأبصار ص 51.
فقد ورد عن طريق الشيعة والسنة انه كمل من النساء أربع وهن سيدات الجنة وهؤلاء النسوة هن" اسيا بنت مزاحم, مريم بنت عمران, خديجة بنت خويلد , فاطمة بنت محمد"(سلام الله عليهن
فهنا اربع نساء خلدهن القران الكريم والتاريخ وضرب بهن الامثال ,أربع طوائف من النساء الخالدات المجاهدات
1. الطائفة الأولى: ((نساء في القران)) وإنتخبتُ منهن السيدتين الجليلتين ((مريم بنت عمران))و((أسيا بنت مُزاحم))(سلام الله عليهما ).
الطائفة الثانية: ((نساء في حياة الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) وانتخبت منهن السيدات المباركات((فاطمة الزهراء(عليها السلام))والسيدة خديجة بنت خويلد(عليه افضل السلام) هذه فاطمة الزهراء التي استطاعت ان تثبت في تاريخ الإسلام إن العلم يجتمع مع الدين وإن الثقافة توأم مع الإيمان بالله ومع التمسك بالحجاب ومع التمسك بشعائر الدين.
الطائفة الرابعة: (نساء الطف)وانتخبت منهن(السيدة زينب عليها السلام
يذكر القرآن وكذلك السنة بأن اسيا(عليها افضل السلام) وهي تحت التعذيب ناجت ربها تعالى وطلبت منه أمور ثلاثة((ابن لي عندك بيتا في الجنة))((نجني من فرعون وعمله)) ((نجني من القوم الظالمين))
مااروعها من مناجاة وهي تحت وطاة زوج من شر خلق الله تعالى يُخالفها في كل شئ في التوجه, في العقيدة ,لقد كانت هذه المراة الجليلة تتحمل قباحة روح فرعون وقسوته ولم تأبه به بل قاومته بكل حنكة وعلم ودراية ,فكانت تصوغ عباراتها بدقة وتتسلل الى أهدافها بحذر وحكمة عاليتين ولم يكن ذلك خوفا من فرعون ولا طمعا في دنيا فرعون وملذاتها فهي اسيا التي أعلنت إيمانها مُتجاهلة كل ذلك ,كان ذلك فيها لحكمة عالية وصبر عظيم على ما ابتلاها الله تعالى ورضا بما قسم لها, اليس من الحكمة والفهم أختي المسلمة المؤمنة ان نقتبس من هذه المراة روح العقيدة الحقة التي كانت تنغمس في روحها وجوارحها ,انها مثال للمرأة انها القدوة التي يجب ان نأخذ منها كل معاني الدين والتدين ,ثم مابالكِ اختي المؤمنة بسيدة النساء فاطمة الزهراء بنت سيد الاكوان من ان نلتمس من حياتها لنتزود به في عقيدتنا الاسلامية لننجوا بافعالنا ولنكون نساء مناصرات مجاهادات ؟
لقد وصلت هؤلاء النسوة الى ما وصلنّ اليه بصبرهن وصمودهن وثباتهن على العقيدة وعزوفهن عن لذائذ الدنيا الفانية فعليكِ التحلي بما تحلت به ولو نسبياً ليُلحقك الله تعالى بها يوم القيامة لا تقولي انى لي ذلك؟! لانه لو لم يكن بمقدوركِ ذلك لما ضرب الله تعالى بهن مثلاً لك ولغيركِ من الأجيال.
نعم هؤلاء النسوة هن القدوة والاقتداء.ولكن بسبب عدم الوعي للمرأة المسلمة وغياب الهدف السامي لها وسعيها وراء نزواتها من مظهر وملبس وماكل وغيرها جعلها ترجع للوراء ,وبصورة اوضح ان العمل الحثيث لصناعة الغرب في تزييف حقيقة المراة وكونها صفة جمالية عليها ابرازها هذا ماحول المراة المسلمة الى سلعة تجارية ومستورد لم يضفي لها الا تلك الماركة التي عليها ان تكون حرة بابتعادها عن مسار دينها الاسلامي ,فتراها تحاول تارة ان تكون (المرأة الفاتنة الجميلة التي تستطيع من خلال جمالها تحقيق الكثير وأُخرى (المرأة السياسية التي لها القدرة على مزاحمة الرجال وتسنم المناصب المهمة في الدولة) وثالثةً(المرأة التي لها كيانها المُستقل عن زوجها وأبيها وأخيها و... فهي سيدة نفسها وليس لاحد الحاكمية عليها !!!) المسكينة تحاول ان تكون هذه الصورة أو تلك غافلة عما تقدمه ثمناً لابتياع ذلك ,إنَّ عليها تقديم عفتها وإنوثتها واستقرارها الأسري وكرامتها و....
اذن مااحوجنا اليوم لمطالعة التاريخ للبحث عن كنوز البشرية من النساء المؤمنات وتلك القدوات الصالحاتفي تقوية العقيدة بالله تعالى وبأهل البيت(عليهم السلام) هو الطريقة المثلى لذلك وهذه التقوية تتم عن طريق المعرفة بالله تعالى وأهل البيت(عليهم السلام) والتسلح بالعلم الكافي في هذا المجال أولا وتغذية وتنمية هذا العلم بالعمل لان العلم يهتف بالعمل فان أجابه وإلاَّ ارتحل كما ورد وعلى الانسان التزود بالعبادة في مواسيم العبادة ليكون هذا وقوداً ينفعه في الملمات فان الأدعية والصلوات وقراءة القران وزيارة المشاهد المشرفة والتضرع ليلا هذه وقود الروح المخزون فكلما شعر الانسان بالضعف إمام إغراء محدد تراه ينتفض مُستعينا بالله وما تلك القوة التي مكنته من المواجهة إلاَّ من ذلك الوقود المخزون فلستزود من محطات الوقود على الدوام وخصوصاً الكبير منها كشهر رمضان ورجب وشعبان وليالي الجمع وقيام الليل.(( تزودوا فان خير الزاد التقوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق