شتان بين فتوحات الخلفاء الراشدين وبين التحرير تحت حراب المحتلين

شتان بين فتوحات الخلفاء الراشدين وبين التحرير تحت حراب المحتلين

لا أدري من أين نبدأ وعن اي هم نحكي ونكتب !؟ عن زمن أختلفت فيه موازين الأخلاق ؛ أو عن إنخفاض الذوق العام أو عن هموم ومصائب كثُرت فيها الشكوى والبلوى ؛ أو عن بلاد تكالبت عليها قوى الشر وأصبحت فوضى ...عن أفكار ترسخت فينا وهي تحمل الحقد والضغائن وتقتل على الهوية والطائفة والمذهب !!عن ماذا أكتب !؟ عن كتب حملت أرث متأسلم كاذب نشر في طياته التكفير والتهجير وهو يعود اليوم متلبساً سربال القنوط تأخذنا الحيرة حين نسمع الكثير ممن يتغنى بالتحرير وينسب لنفسه البطولات على اكوام من البراميل المتفجرة أو على جثث تُسحل في الشوارع وتُرمى بالطرقات ؛ لا أريد أن أثير أو أستفز مشاعر أحد ، فباستثناء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأهل بيت العصمة الكل قابل للنقد ، تلاعبت المصالح والأغراض الشخصية والسياسية والحكّام والحكماء الجدد والثورات والنكبات والحروب والقوى المعادية في تزوير وتشويه صورة وحقيقة تاريخ أمتنا الأسلامية , والمشكلة ان الكثير يُصدقون بأكاذيب وتدليس الـتاريخ ويرفض أي نقد بنّاء حتى على حساب الوقائع الحقيقة ، ويتندرون بكوارثهم ويتمتعون ويتلذذون بالمعارك التي جرت بينهم ، رجال فقدوا الإحساس وفقدوا كل ذرة كرامة وعزة فلم تعد تستثيرهم مشاهدة بلادهم تسبى وأعراضهم تُنتهك وهاهم الدواعش التكفيريون يجولون ويُخربون الاوطان ويسفكون الدماء وقادة وزعماء الأمة يتجولون تحت حراب اليهود وحراستهم لأنهم جزء من المنظومة الأمنية لكيان صليبي ، باعوا أنفسهم رخصية لقاء حوافز وامتيازات بخسة يتمتعون بها. أقزام انسلخوا عن أمتهم يدخلون فاتحين وهم تحت حراب المحتلين كما وصف بذلك الامر رجل الدين الصرخي الحسني في محاضرته الثلاثين من بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري وفي الكامل في سنة (602هـ): قال (ابن الاثير): {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ: 1ـ قَصَدَتِ الْكُرْجُ فِي جُمُوعِهَا وِلَايَةَ خِلَاطَ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ، وَنَهَبُوا وَقَتَلُوا، وَأَسَرُوا وَسَبَوْا أَهْلَهَا كَثِيرًا وَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ آمِنِينَ. 2ـ وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ مِنْ خِلَاطَ مَنْ يَمْنَعُهُمْ، فَبَقَوْا مُتَصَرِّفِينَ فِي النَّهْبِ وَالسَّبْيِ، وَالْبِلَادُ شَاغِرَةٌ لَا مَانِعَ لَهَا، لِأَنَّ صَاحِبَهَا صَبِيٌّ، وَالْمُدَبِّرَ لِدَوْلَتِهِ لَيْسَتْ لَهُ تِلْكَ الطَّاعَةُ عَلَى الْجُنْدِ. 3ـ فَلَمَّا اشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى النَّاسِ تَذَامَرُوا، وَحَرَّضَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَاجْتَمَعَتِ الْعَسَاكِرُ الْإِسْلَامِيَّةُ الَّتِي بِتِلْكَ الْوِلَايَةِ جَمِيعُهَا، وَانْضَافَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُتَطَوِّعَةِ كَثِيرٌ، فَسَارُوا جَمِيعُهُمْ نَحْوَ الْكُرْجِ وَهُمْ خَائِفُونَ..... )

http://cutt.us/0DTXm

صراع سلطوي ، صراع المكاسب الشخصية ، حرباً لا هوادة فيها بين الاخ و اخيه ، وبين العم و ابن اخيه ! أهكذا كان الخلفاء الراشدين و الصحابة السابقين ؟ فأين قادة الارهاب و التكفير الداعشي من حنكة و حكمة تلك الرموز الخالدة ؟ فليقرأوا التاريخ و ليأخذوا العضة و العبرة منهم.

ـــــــــ

هيام الكناني