لعل الامر
الذي شغل بال الكثيرين اليوم هو الانتخابات ونتائجها وماسيؤول اليه الوضع والشأن
العراقي فبعد ان دام الحراك السياسي مدة اربع سنوات دون جديد ودون تحقيق لامال
الشعب , اليوم اصبحت اعمالهم مشفوعة باساليب جديدة غير ما عرفت به من اعمال الاغاثة
باشكالها المختلفة فتحولت عن الافكار التقليدية واصبحت تكشف لنا عن غطاءها الجديد حيث
تطالب لنا بالاصلاح السياسي و الاصلاح الاجتماعي والحقوق والحريات الذي تدعيه وجاء
ذلك متدثرا بالفوضى والارهاب والفقر والفساد وضياع الانسانية بكل مستوياتها لتسهيل
عملها ، فتحول المجتمع العراقي الى نمط لم يعرف به سابقا ويمكن ان نستعير تسميته من
منظروا ما بعد الحداثة (مجتمع المخاطرة ) مصطلح يمثل عالم الفوضى وغياب انماط الحياة
المستقرة ومعايير السلوك الارشادي وعدم اليقين .وهنا تكون التحولات عن الاصول قائمة
على الاعتقاد بأن المقابل (الداعية) قد اثبت نجاحا في الحياة او هو الاقوى او كما يقول
ابن خلدون (ان المغلوب يتشبه بالغالب لاعتقاده الكمال فيه)
ولعل فن اعادة
تشكيل ثقافة المجتمع العراقي الجديد وفق مفاهيم التغيير بانواعها المختلفة والتي رافقت
التغيير السياسي في العراق عام 2003 ،يتطلب منا وقفة لمعرفة حركة التغيير والاتجاه
الذي تتوجه اليه وما هي طريقة الوصول وما الجديد فيها . لاأضني اغالي ان أدعيت ان مثل هكذا (مرجعيات افلت نفسها لسنين وهي خانعة تحت وطأة التقية والتحليل والتحريم ان تنهض اليوم متلبسة بجلباب الوطنية والدين فتفرز سموماً لمصالح قد تكون شخصية او فئوية حتى تغير مجراها ,سكوت مطبق لم يتمخض يوماً عن شعور يريح الناس ويطفئ عندهم لهفة الاطمئنان على مستقبلهم. ولم يتمخض يوماً عن فعل يزيد من شد لحمتهم الاجتماعية التي هي بأمس الحاجة الى الدعم والتعضيد. لم يحصل يوماً اجماع مرجعي على ما مرروه من قوانين تخص امن البلاد او قوتهم اليومي، لكأنهم في واد والناس في واد آخر. سكوت فجّ فاه فولد فأرة كعادته
وفي محاولة لفهم
طبيعة هذا الوضع نستشهد بعبارة نطق بها سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني
حول الوضع العراقي ومارافقه من قوى وعناصر جعلت نفسها هي صاحبة النصح والارشاد لكن
في الوقت الضائع في وقت كان الاولى بها ان تكون عازمة لنشر الوعي الاخلاقي بين صفوف ابناء الامة حتى يتاصل
الباطل وتزرع بذور الاخلاق فلا يكون مكمن للتزوير والتدليس ,يذكر سماحته بقوله ("على
المرجعية التي تريد ان تغير لاتسكت لعام وعامين وثلاثة اعوام واربعة اعوام ويأتي موعد
الانتخابات يتحدث عن الشعب وقوت الشعب ومجاعة الشعب ويتحدث عن الخدمات وهو طول السنين
هذه ساكت وصار حاله حال السياسي عليه ان يغير عليه ان يحكي عليه ان يعطي ويزرع الاخلاق
في المجتمع فينتج مجتمعا صالحا بحيث لاينخدع المراقب ويزيف ويزور ولاينخدع الرجل الذي
يحرس المكان ولايتجرء السياسي على الخديعة عندما يكون الشعب واعيا"
جاء ذلك خلال محاضرته
الخامسة عشر ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي يوم الخميس
الموافق 1رجب ـ1435 ـ 1ـ 5ــ2014)
https://www.youtube.com/watch?v=OgFJr69uy0g
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق