الاسلام لم يترك المرأة في طي النسيان كما تفعلة المجتمعات الاخرى البعيدة
عن الاسلام بل اعطاها حقوق وواجبات ,حيث ترك للمرأة الفرصة في تفعيل دورها
الرسالي ليمكنها من السمو والرقي والسعي نحو الارتقاء فلكلِّ إنسانٍ في
هذه الحياة فلسفتُه الخاصة، التي يتحمَّل مسؤولية نتائجها، والحقيقة أنَّ
هذه الفلسفةَ الخاصة غالبًا ما تكون ظلاًّ لفلسفة كبيرة شائعة في المجتمع
الذي يحياه، فالخطاب الاسلامي كان شاملا لم يخص شخصا دون آخر والكثير من
الايات تدل على صفة الشمولية في رسالة الانسان ,حين حمل تلك الامانة على
عاتقه .فقوله تعالى (يا ايها )دليل واضح على ان الخطاب موجه لكلا الجنسين
الذكر والانثى اذ لايختلف دور المراة عن الرجل في رسالة السماء فالكل موكل
اليه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ,فالقضية الاسلامية اعظم واجل وتحتاج
من يكون هداة يعملون لايصال رسالة السماء وفق ضوابط شريعة الاسلام ,ولكي
تتوفق المراة عليها ان تلتزم بتعاليم الله تعالى واغتنام الفرص ,فالمراة
ممكن ان تصنع لنفسها تاريخاً مشرقاً ان التزمت بالسير على خُطى اهل البيت
عليهم السلام والعمل بمايرضي الله عز وجل والاخلاص والجد والاجتهاد في
العمل ,ولعل الكثير يعلم بان كل رجل عظيم ورائه امراة تسانده وتبث روح
العزيمة والامثلة كثيرة والتاريخ يشهد ,فرسول الله عليه اتم الصلاة والسلام
كانت بجانبة سيدة قريش خديجة الكبرى عليها السلام والامام علي كانت بجواره
السد والعون فاطمة الزهراء فهي اكبر مثال للمراة الصابرة المحتسبة
المواليه لله واسمى نموذج يمكن ان تقتدي به المراة في سائر شؤونها الحياتية
,فطبيعة المراة وماتملكه من العاطفة ليس لانها ام فحسب بل هي منبع القوة
وهي المحرك الاساس في المجتمع, المرأة المسلمةُ التي تفهم دَورها الرِّسالي
الذي خَلقها له ربُّ العالمين، فهي ترفض العبوديةَ للقِيَم القديمة
الحديثة،الخارجة عن الاسلام فهي أَمَةٌ لله وحدَه، خاضِعة لشَرْعه
وتعاليمه، قد تحرَّر عقلها من زَيْف الشبهات، وتحرَّرتْ رُوحها من ضغْط
القِيَم المجتمعيَّة الرائجة والسائدة. ولكي تؤدي المرأة هذا الدور لابد
أولاً أن يتم إعدادها لتصبح رسالية وصاحبة دور رسالي. ولكي يتحقق ذلك لابد
أن تكون المرأة طالبة للعلم حريصة عليه، لأنها تعلم أنه حياة القلوب، ورياض
العقول، كما ينبغي أن تكون ذات لسان سؤول لا يمنعها حياؤها عن تعلم شيء
تجهله،فنجد مرجعية الصرخي الحسني دورها الفعال في اعداد جيل رسالي من
النساء لتكون الاسوة والقدوة بالنساء في زمن كثرة فيه الشبهات والدعوات
المظلة فتجد هذه المرجعية تعطي الدور البارز للمراة في مشاركة الرجل في كل
المجالات سواء على ساحة الواقع ام في ساحة النت ونشرتعاليم الاسلام وفق
ظوابط الاسلام لايصالها الى كل ارجاء المعمورة فقد ذكر سماحته في كتاب عصمة
الزهراء عليها السلام .حيث قال(...........وهنا نريد ان نلفت النساء
المؤمنات الخيرات ممن تهتم صدقا وعدلا وقولا وفعلا لكي تكون ممن سينتصر
للامام عليه السلام بان باب النصرة الصالحة الصادقة مفتوح في كل زمان ومكان
وكل الوسائل والامكانيات وربما يكون لهن الدور الرئيس والاول في النصرة
وذلك عندما يتخلف الرجال ويعرضون عن الحق ونصرته فيرتبطون بالنفس والهوى
والواجهت والامور الدنيوية الاخرى فحينها يوفق العديد من النساء المؤمنات
المخلصات ممن لم تتلوث بالواجهات الاجتماعية في الخارج ولم تنقاد للنفس
والهوى ..........)نعم كلام مهم ويبث روح العزيمة في النفس فالمراة من
الممكن ان تكون رسالية الموقف وحوية الخطى ذات فاعلية في المجتمع اذا
ماجعلت الحق نصب عينيها,فالمرأةُ المسلِمة إنسانةٌ قوية، فهي لا تكتفي
بإدانةِ الباطل في قلْبها، ولا بنفيه في سُلوكها وممارساتها، بل هي ترسُم
صورةً جديدةً حيةً للواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق