قد ابتلى الإسلام منذ بدايته بمحن كثيرة نتيجة عدم فهم
الناس الذين يدرسون هذا الإسلام وتطبيق أسسه بحيث لم يفهموه بجميع أبعاده كل منا
فهم بعدا من أبعاده وفسر قضايا الإسلام
والقران الكريم طبقا لذلك الإدراك
إن السبب الرئيسي التي جعلت وضع القرآن الكريم من
أوليات الكتب التي شغلت بال الكثيرين والذي منه نستخلص كل ماهو في حياتنا من أمور ,هو أن
القرآن الكريـم روح للفرد روح للحي وروح للبلاد وروح للأمـــة مصداقــا لقوله جلّ ثناؤه : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ
أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ
نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ (52) الشورى ]
أن القرآن الكريـم نورا كما ذكر الحق سبحانه في
العديد من الآيات كقوله تعالى....جَعَلْنَاهُ
نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ (52) الشورى ]
و اللّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ
كَفَرُواْ أولياؤهم الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257). سورة البقرة.
وانطلاقاً
من الحديث الهام والموثوق عن النبي’صلى الله عليه واله وصور له:
(أول ما خلق الله نوري)
وما
أثبته وبينه الدكتور لؤي الشبلي في محاضرته العلميه في الباحة الخارجية لبراني المرجعية
الدينية العليا في كربلاء المقدسة
استنادا
للروايات في أن أهل البيت^ هم المظهر التام والكامل لهذا النور فإنه يمكن القول
وبلا تردد في أن أهل البيت^ هم من حيث الهوية والماهية والخلقة ليسوا إلا النور
الإلهي الذي يزخر القرآن الكريم في الإشارة إليه، وأن حقيقة وجودهم هي من حقيقة
وجود الله الجامعة لجميع الصفات الكمالية.
هذه
الحقيقة الخالدة المتصلة بالحق تعالى إلى الأبد. الحقيقة المتوهجة المتألقة
المضيئة أبداً والتي لا تعرف الانتهاء ولا الانطفاء مهما كاد الكائدون وكره
الكافرون وتميز غيظاً الحاقدون.
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ
بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ
مؤكدا
بان القران هو روح الحياة ونبعه الصافي الذي منه نستطيع إن نزخر بوجوده ونستلهم أبهى
الصور الروحية الإنسانية التي تشخصت في أهل البيت الذين انغمسوا في هذا الروح واخذ
يتصور لهم ويتجسد في أقوالهم وأفعالهم .نعم انه نهج انتهجه أهل الجد والاجتهاد
لاستخلاص من عبق سطور القران معاجز القران الكريم العلمية التي أخذت بوادره تخرج
للعيان من قبل رجال أكفاء قد رهنوا أنفسهم للدين والإسلام لينبعوا من كنوزه
المثمرة بفضل قادة الأمم المخلصين من رجال الدين والعلم والأخلاق كما بينه أهل
البيت عليهم السلام فقد
قال الإمام الحسين عليه السلام: «مجاري الأمور والأحكام على أيدي
العلماء بالله والأمناء على حلاله وحرامه»بحار الأنوار:ج97ص97 باب1ح37.
انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق