عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

الأحد، 21 يناير 2018

التوازن بين ما يتعلق بالدنيا وما يتعلق بالآخرة



التوازن بين ما يتعلق بالدنيا وما يتعلق بالآخرة

الحياة الانسانية الدنيوية بكل مايعتريها من آفات وتقلبات بالخير أو الشر , اليسر أو العسر لايمكن أن ترضى أو تقتنع الا اذا كان لها ُبعداً من ورائها ؛ يثيب ويُعاقب يُصحّح ويعدل وهكذا ؛ ولا يمكن للبشر أن يكونوا بشراً دون خوض التجارب والخضوع للاختبارات الالهية التي تكشف الغث من الثمين وتكون تمحيصاً الهياً للخروج من ظلمات الجاهلية المعاصرة (الجاهلية الثانية) إلى نور التكامل المعرفي بذات الله وبشريعته..مما يعني لابد من وجود قيم وسطية بين كل شيء بين الأفراط والتفريط ؛ ومن هنا جاء موقف الأسلام تجاه الناس جميعاً في الأخذ بالاشياء بأوسطها والتوازن فيها فمثلاً القران يشير الى أن (المال والبنون زينة الحياة الدنيا )
فالمال شيء جميل لكن الاجمل توظيفه ايجابيا في خدمة الانسان والمجتمع، وبالتالي لايكون عبئاً بل يصبح مفتاحاً للتفاعل الإجتماعي، والإعتناء بالأولاد وتربيتهم سيعني تشكيل لبنات صالحة في البناء الاجتماعي...
وعليه فأن التوافق والتوازن في أمور الحياة وملذاتها هي مفتاح وطريق خيرووسيلة لنيل الاخرة التي هي الغاية الاسمى ؛ ليس صحيحاً أن ينكفأ الانسان عن الدنيا ويزوي بنفسه بجو من العبادة والذكر بما يجعله يعطل حياته برمتها او يفعل العكس يعيش في جو الدنيا وملذاتها ويترك الاخرة ؛ فتزكية النفس بالطاعات تعني تسامياً معنوياً وماديا ًبها، كما تعني الارتقاء بالنفس من حالة الانحطاط الدنيوي للتعالي الالهي ولاتعني ان يبتعد الانسان عن ملذات الدنيا بل ان يوفق فيما بينها لتكون زاداً للاخرة ..
فالرحيل إلى دار الآخرة يحتاج إلى زاد ومؤنة يجمع من دار الدنيا , فالعمل بالدنيا هو زاد الآخرة , أن كان جيدا فقد نفع من تزود به , وان كان سيئا فقد عاد بالسوء على من تزود به ؛ ولعل اجمل وصف قرأته وأنا اطالع كتاب الرحيل الى الاخرة للباحث والمحقق الصرخي الحسني وهو يبين التوازن في عمل الإنسان بين الدنيا والآخرة قائلا:({ ... الإنشداد و الارتباط و التعلق بالدنيا و زخرفها من الترابيات و العنصريات من غريزة الإنسان لأنه مخلوق منها، فيحب و يرغب في جمع ما يؤمل البقاء، و يطلب و يسعى للحصول على ما يكفيه في حياته، و مثل هذا الطموح و الأمل ليس فيه بأس فيما إذا كان السعي لتحقيقه من اجل الخير و الصلاح و السعادة للفرد و المجتمع في الدنيا و الآخرة طبقاً للتعاليم الإسلامية.
أما إذا كان ذلك الطموح و الأمل من أجل توفير الرغبات الشخصية المادية بصورة مجردة عن الارتباط بالخالق و المنعم و المعبود المطلق، و مجردة عن الارتباط بأخيه الإنسان و بعيدة عن تحقيق الألفة و الأمان في المجتمع الإنساني، , فمثل هذا الأمل والطموح داء عضال يوصل الإنسان إلى العمى والضلال وقطع دابر التفكير المنطقي العلمي الصحيح بسبب تفاقم المرض القلبي وتراكم ظلمته لارتكاب المعاصي والرذائل , فيحصل الرّين والطبع على القلب فلا مجال للهداية والصلاح ..)
نعم بلا شك أن أتباع الهوى يعتبر أحدى الضلالات التي تحول بين الانسان ومعرفة الله، مما سيعني خروجه من مدركات العقل الواعي ، ليسقط في سلبية الهوى ؛ وأما ما جاء في القرآن من ذم للدنيا فهو لتأديب المسرفين وكبح جماح المفرطين .



ــــــ
هيام الكناني

هناك 13 تعليقًا:

  1. اااااااااااااااحسنتي موفقه

    ردحذف
  2. بطبيعة الانسان يميل الى السهل ويرغب بالراحة بشكل او باخر وهذا ماجبل عليه كانسان وكمخلوق الا ان الميل لذلك وبصورة دائمة يقود الفرد الى الركون الى الدنيا وملذاتها والابتعاد عن القرب الالهي

    ردحذف
  3. وفقكم الله استاذة

    ردحذف
  4. وفقكم الله استاذة

    ردحذف
  5. بالتوفيق يااارب

    ردحذف
  6. اليسر أو العسر لايمكن أن ترضى أو تقتنع الا اذا كان لها ُبعداً من ورائها
    الغث من الثمين وتكون تمحيصاً الهياً للخروج من ظلمات الجاهلية المعاصرة (الجاهلية الثانية) إلى نور التكامل المعرفي بذات الله وبشريعته فأن التوافق والتوازن في أمور الحياة وملذاتها هي مفتاح وطريق خيرووسيلة لنيل الاخرة التي هي الغاية الاسمى ؛ ليس صحيحاً أن ينكفأ الانسان عن الدنيا ويزوي بنفسه بجو من العبادة والذكر بما يجعله يعطل حياته ؟؟

    ردحذف
  7. إن الاختلال في توازن أمور الدنيا والآخرة كان ولا يزال أحد الأسباب التي جعلت الانسان يتعثرون في نهضتهم، ويضعفون في الوصول إلى أهدافهم عندما يبتعد الناس عن منهج الأنبياء وعن اتباع الشرائع الإلهية، تصبح الدنيا محورهم الأساس، وهي آمالهم وموضع لذاتهم، ويصبحوا عبيداً لها ولا فكاك لهم من أسرها غير أنه جاء القرآن الكريم ليصحح هذه الأوضاع ويضع المسلم على الجادة المستقيمة، فالدنيا ليست غاية وإنما هي وسيلة ولا بد من إعمارها بالخير احسن الله لك استاذة هيام

    ردحذف