عندما يفقد القلم صوابه ........ فعند ذلك ينطق بدموع حبره الملون ليرسم صورة من واقع حال

الخميس، 9 أبريل 2015

عنق الزجاجة وبيع العراق في بازارات السياسة

.................................................. ..
شعوب عربية عاشت تحت حكم الاستبداد السياسي والاقتصادي والديني والاجتماعي عقودا طويلة، شعوب حرمت على مدى هذه العقود من كل ما يمكنه أن يتيح لعقلها الإبداع والتطور ، حرمت من الفعل المدني اللازم لحراك المجتمع ومن العمل السياسي المعارض ومن العمل الثقافي المنتج ، فالناظر للواقع العربي بصورة عامة وتحويل الدول العربية إلى أرض للصراعات المذهبية عبر استقدام مليشيات طائفية من كل البلدان لا تخجل من رفع الشعارات الطائفية الفئوية في الأرض العراقية ذات الأكثرية المخالفة لهذه الشعارات وقتل الشعب العراقي تحت راية هذه الشعارات ، وبعد نجاح محاولات استنفار كافة الغرائز في اللاوعي العراقي وإظهارها بصفتها هي سمة العراقيين وتحويل أصحابها إلى مجموعات تنكص نحو مذهبتيها وطائفيتها، وبعد القضاء التام على ما يمكن تسميته بالهوية العراقية الموحدة للمجتمع العراقي ، وبعد القضاء على جيل كامل من الشباب الذين يشكلون عماد المستقبل عبر دفعهم للانخراط في حرب عبثية مجنونة حولتهم وحولت مستقبلهم إلى تراب ، وبعد التواطئ بالسماح لكافة أنواع الانقسام في المجتمع العربي عامة والعراق خاصة كي تطفو وتظهر على سطح الأحداث بعد كل هذا يظهر الآن أن سيناريو تقسيم البلدان العربية ومن ضمنها العراق بات جاهزاً للتنفيذ !! في استعادة لنفس السيناريو الاستعماري التي تتخذه هذه الدول على ارض الدول العربية وما نلاحظه اليوم في كل مدننا العربية من العراق مرورا بمصر وسوريا والاردن وليبيا والى غيرها كيف نجد ان الصراعات باتت تأخذ منهُ كل مامن شأن هذه الدول يرفع من قيمتها فنرى سلب البلاد ارضاً وماءاً وسماءاً فكل مواردها أضحت بيد المستعمرين من دول الغرب ومن يساعدهم من ساسة الفساد والافساد فالخناق اخذ يتربع على عقول وقلوب الناس جراء بخس الساسة حقوقهم وسلبها إياها , هل يؤمن هؤلاء فعلاً أن العراق دولة مستقلة وذات سيادة!!؟ هل الدولة التي تتخلى عن أجمل أراضيها وترهن اقتصادها للخارج هي دولة مستقلة !!؟ هل ان العراق دولة مستقلة وهو يرهن صناعاته ويعطلها على حساب الصناعات الخارجية ؟! وهل ان العراق دولة مستقلة وهو يحجم دور التعليم ويُضّمده بضماد تعطيل الفكر ؟!! سؤال أسأله اليوم وأنا متيقنة أن ما حدث خلال هذه السنوات وما قبلها يشكل خطراً كبيراً على المستقبل العراقي ,ولكن هل كان لهذا كله أن يحدث لو كنا دولة وطنية حقيقية ؟ وهل يمكن لمجتمع معافى ووطني أن ينقسم بهذا الشكل المريع والمأساوي ويصبح الحل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من أبنائه هو في تقسيمه جغرافياً ؟ او غيره من التقسيمات وأشهرها فدرالياتهم المزعومة , أم ان الشعب العراقي خاصة والشعوب العربية عامة قادرة على مواجهة هذا التحدي الكبير بين أن يكونوا شعباً وطنيّاً يعيش على أرض واحدة ويبنون مستقبلاً ناصعاً لجميع أبنائهم وبين أن يتحولوا للعيش في كانتونات مذهبية وطائفية ومناطقية وتأكل الحروب ما تبقى منهم ؟!وعلى هامش ماتكلمنا من صراعات وحروب طحنت بالبلاد ومن ضمنها العراق نجد ان هناك وطنيين خُلّص استطاعوا ان يبرزوا انفسهم في وطنيتهم وانتمائهم الشريف في حب الوطن وشعبه وبروز وجه الاختلاف بينهم وبين من يتصيد بالماء العكر هنا :- يشــخـــص الســيد الصــــرخي الحســـني ... أثار الطائفية وانتزاعها لصفو الحياة الانسانية بقوله _((نأمل اَن لا يكونَ الأمرُ كلّه عبارة عن مؤامرةٍ يُراد بها التسويف والتخدير والتغرير وكسب الوقت وانتهاز الفرص للانقضاض والبطش بالخصوم والشعب المظلوم والتنكيل بهم فيكون الفساد والافساد والظلم كما كان وأقسى وأفحش مما كان ،كما أنه لا يُستَبعَدُ أن ينقلب السحر على الساحر فيرجع مَن كان الى ما كان وأسوأ وأجرم وأقبح مما كان))
وذكره في مورد اخر من بيان حــــــــــول الفدراليات وبالأخص فدراليات البـــــــــصرة والتقسيم بقوله ((فدرالية البصرة تعني نفس أمنيات الاحتلال الكاذبة الخادعة، فالاحتلال ومن جاء معه وسار في مشروعه ومنهم حكومة البصرة وزعاماتها السياسية والروحية هي نفسها روّجت لمشروع الاحتلال وسارت في ركبه بل اعتبرت بعض محطاته المشؤومة أوجب من الصلاة والصوم ، فهذه نفسها وتماشيا مع المحتلين روّجت وأمضت تلك الاكذوبات والخدع في أن بغداد والبصرة وكل مدن العراق ستكون ((كنيويورك وواشنطن ولندن وبرلين وطوكيو ودبي والدوحة)) وغيرها من المدن والبلدان الاوربية والخليجية ، فهل الوعد نفس الوعد والأمنيات نفس الأمنيات ؟ اذن لنجني الارهاب والمليشيات والطائفية والتهجير والقتل والفساد وكل الفساد.) >>>فدرالية البصرة تعني الاختصاص والتفرّد بالسرقات والسلب والنهب والتهريب والفساد، لأنها يراد منها الهروب والتهرب من أي رقيب أو حساب من بغداد أو باقي العراق
8-فدرالية البصرة تعني الارهاب والمليشيات والطائفية والتهجير وقتل الابرياء ..كامل البيان بيان رقم -64- فدرالية البصرة … فدراليات آبار النفط .. فدراليات ..
http://www.al
-hasany.net/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D9%82%D9%85-64-%D9%81%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A2%D8%A8%D8%A7/
سنوات انتهت ومازال العراق يقف في عنق الزجاجة الضيق وامله الوحيد هو ان تنسكر الزجاجة دون ان تسبب الماً ومزيداً من الجراح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق