************** **** ***************
تمر السنون والايام تتوالى والحياة مستمرة
بالنزاع الدائم مابين الضعيف والقوي والنفوس تتكالب والعقول تبتكر وتبتكر الجديد
والحياة كحالها في الصراع مابين الانسان وافكاره وروآه والانسان الاخر متناسياُ ان
الحياة خُلقت من اجل شيئين عظيمين الا وهي علاقة الانسان بربه وخالقه ,وعلاقة
الانسان باخيه الانسان ولكن سيان بين
الشيئين فان طبق احدها تُرِك الاخر,وقد يكون لم يطبق الاثنين ,قد تكون معادلة
عكسية في الحياة للاسف ,فمنذ ان خُلق الانسان والى الان ونحن هكذا تجاوزات وتعديات على الحقوق والانفس ,وبما اننا
على اعتاب شهر محرم الدم والشهادة محرم
السلب والنهب والقتل والتشريد والتطريد لاباس بالحديث عن الحقوق الانسانية والذي
حل باهل هذا الشهر الذي حُرم فيه القتل فسفكت دماء طهر بغير جريرة سوى انهم ادعوا
احقيتهم وفضلهم للناس فلم يأن للمستكبرين والمستبدين بال فارادوا الانحطاط بالواقع
الملموس آنذاك وبصورة أوضح لم تبقي في عاشوراء أي شيء من الانتهاك لحقوق الانسان الا
واستعمل وارتكب فيها فيزيد واعوانه رغم سلمية الحراك الذي قاده الحسين عليه السلام
مع اصحابه ,الا انه واجه الحراكوالمد الحسيني بابشع الافعال والانتهاكات ,ولكن بارغم من قبح
الافعال والجرائم الذي فعلها يزيد وشرعنته الا ان الامام
الحسين لم يستسلم للظلم والجور وقاومه بعزم وارادة (هيهات منا الذلة) متحديا الطغاة
بمنهج (مثلي لا يبايع مثلك).حيث بين الحسين في ثورته الاصلاحية معالم حقو الانسان
قبل ان تُفسر لدى المنظمات الحقوقية للانسان في وقتنا هذا .فقدرسم الحسين منظومته
الانسانية التس اشتملت على العدل...الاخلاق ...الحقوق...الحريات...الواجبات اضافة
لمبدا التسامح الذي رسمه الحسين عليه السلام بقضيته الاصلاحية فقد جاء في قوله (ع): (فمن قبلني بقبول الحق فالله
أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ هذا، اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير
الحاكمين وهذا القول يعني حرية الاختيار، حيث قدم الإمام إلى كربلاء حاملا رسالة الإصلاح،
داعيا من يؤمن بهذه الرسالة، للمضي معه لأجل التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان، والرجوع
إلى الأمة لبيان رأيها بالحاكم، وتطبيق القوانين الإسلامية التي ألزم نفسه بها. كما ان الإمام الحسين (ع) اراد أن يوقظ الضمير الإنساني والوعي الرسالي في الشخصية
الإسلامية لتتخذ القرار الذي ينسجم مع الصراط المستقيم في صراعه مع الطاغوت,ولعل
التراجيدية والعاطفة التي ولدتها احذاث عاشوراء ولدت لشعور لدى الانسان المؤمن
الواعي لتجاوز العادات والتقاليد التي لاتمت للدين بصلة سوى تغير مساره الصحيح حتى
أصبح السائر على نهج الإمام الحسين (ع) هو
القائد المنشود لقيادة التغيير في المجتمعات للنهوض والسير بها وفق المبادئ والقيم
الحقة. ).وهاهنا اليوم يتجدد عاشوراء وتتجدد كربلاء في كل بقعة من المعمورة وفي كل
انتهاك يحدث على الانسان وعلى ولي المسلمين الان المتمثل بالقائد الرسالي الجامع
للشرائط فانه يحدث مع الحسين لانه خرج من اجل ايقاظ الضمائر لكي تصحو من سباتها ,فقد
ذكر سماح المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دورنا تجاه عاشوراء حيث قالفي مقتطف
من بيانه رقم 69 محطات ف مسير كربلاء قوله(
والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟
هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء
وضلال؟
أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟
إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة
النعيم ،
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما
وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج
لتحقيقه الحسين
((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه
، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا
جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي
والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة
فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع
في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح ولا من اهل الصلاح والاصلاح، فلا نكون مع الحسين
الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام )).
اذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت
فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين
(عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام))
في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه
على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في
الدنيا ودار القرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق