في بلد استساغ طعم المرارة فجُبل عليها و ارتسمت
في وجهه تجاعيد عميقة سواء كانت من الماضي ام الحاضر فاراد التغيير عله يحول طعم
المرارة الى حلاوة ضاناً انه سوف يطلق
عناناً لشعورٍ وطنيٍّ حقيقي فحال به الحال الى مستنقع من الدماء ناهيك عن السلب والتخريب ,متناسيا انه عليه النهوض من غفلته وسباته الذي ضل يبارحه كل هذه
السنين فاجعاً نفسه مرة اخرى بأيدي لوثته كما مرت سنين ,تاركاً نفسه المرة تلو
الاخرى تحت وطأة أُناس مارسو كل الفتن فحولوه الى متأمل للمنافقين ,والذي اشادت
بهم مجموعة المتملقين باسم الوطنية والعروبة والدين ,ولعل البعض ان لم نقل الكل
يعرف بان السياسة في الاسلام تشمل كل معاني الحكم وادارة شؤون الدولة والناس وذلك
بما يضمن التطبيق المتكامل لجميع احكام الله في كل المجالات الحياتية وان من
الضرورات السياسية وضع الرجل الكفؤ في المكان المخصص له ,بالمقابل فقد وضع الله
تعالى اسس ومسؤوليات على الحاكم القيام بها منها اقامة الحق وبيان سبيل الهدى وازهاق
الباطل وهذه المسؤوليه غير مرتفعة عن الناس كافراد بل الجميع مسؤول بتطبيقها لكن الراعي
والموجه والحاكم هو الاساس لانه الممثل عن الامة والدولة ,بهذا فقد جعل الله الكل
مسؤول امام الله وامام نفسه ومجتمعه ووفرله من خلال التشريع من الحرية والحركة من
اداء دوره في الحياة ,لكن المستبدين والمستكبرين حالوا دون حدوث ذلك فقد استغلوا
السلطة اكبر استغلال وحولوها الى وسيلة لمخططاتهم وماربهم النفعية في الثراء
والحياة واشباع شهواتهم النفعية ,وبالتالي لكي يضيفوا لانفسهم صفة الشرعية لابد من
ان يجعلوا اناس الى جانبهم ويرضون بافعالهم او على اقل تقدير يسكتون على افعالهم بذلك يسلبون حق الفرد
في ابداء الراي ويحولون الناس الى اتباع لهم شاءوا ام ابوا , ماأثار حفيضة الاحرار المناصرين فشرعوا بالحث
والتوجيه من الوقوع في الخديعة والانين,فعمد الاحرار الى النهوض واستلهام النفوس
وتحريك العقول من عالمهم الداخلي المتهافت وسط العالم الخارجي المنهار وتغيير
الحلول التي صيغت عكس مايقتضيه الاسلام
ويؤمن به وسط عالم غائم ملفع بالضباب مبهم
المعالم والحدود ,أحرار حذروا من الوقوع في التيه مرات ومرات بل سارعوا ويسارعوا
دائما وابدا من اجل النهوض بالواقع الملموس ألما ومرارة لهم من المواقف ما ُتشيد
بها الانفس فقد برزت شخصية اسلامية بحته تحث الى المواطنة والمجابه لكل المخططات
بالقول والكلمة وان اقتضى الامر بالانفس غايتها ايصال الحق وصوته وتحويل العالم
الى عالم مثالي مسالم تجمعه الانسانية والرحمة والمحبة بعيدا كل البعد من التعصب
والانخراط في جو الحقد والضغينة ناهيك عن التدمير والتسليب من جراء التكالب وراء
المناصب الزائفة فقد بين مرات ومرات من الوقوع في التهلكة من اثر القوانين الوضعية
التي تسن وغايتها سلب البلاد ثرواتهم ومنفعة الاشخاص المتحاكمين فقد ذكر سماحته من
خطر ذلك حيث قال(إذا كانت السياسة سياسة الكذب والافتراء والنفاق و سياسة الدنيا والمصالح
النفعية الضيقة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو نحوها فانك بالتأكيد و بكل تأكيد
تجد الخداع والكذب والافتراء والنفاق حيث يضع هؤلاء قدما في كل درب ومسلك يتناسب مع
القوة و الضعف ومع السعة والضيق ومع مقدار ما يجلب من منفعة ومصلحة شخصية ودنيوية زائلة
بالرغم من تنافي أو تضاد أو تناقض الطرق والدروب
والمسالك فيصرح أحدهم بشيء ويصرح صاحبه ورفيقه وشريكه في الحزب أو التنظيم أو الحركة
أو الجهة بشيء آخر يخالف و يناقض أو ينافي
التصريح الأول و هكذا في تصريح ثالث ورابع …و بهذا الكذب والنفاق فانه يضمن انتقاء
القول والتصريح المناسب مع الحدث والواقعة التي تحصل وتقع خارجا و كأنه لم يتفوه و
لم يصرح بنقيض ذلك …
2- نعم يا أعزائي علينا أن نلتفت لذلك ونشخصه وعلينا
أن نتيقن أن الأخطر والأشد والأشر والأفتك في ذلك هو أن يكون ذلك الكذب والافتراء والنفاق
تحت دعاوى وادعاءات تأمين شرعي وغطاء ديني......ثم يشير سماحة السيد الصرخي
مستغرباً من ذلك بقوله(لكن العجب العجب العجب
…وكل العجب من الناس …والعتب العتب العتب …وكل العتب على الناس الذين يصدقون هؤلاء
ويتبعونهم …ألا يعلم الناس أن هذا التصرف يجسد حقيقة الاستخفاف والانتهاك لإنسانيتهم والاستصغار والاحتقار
لنفوسهم وعقولهم وأفكارهم …ألم يعلم هؤلاء أن فرعون استخف بقومه فأطاعوه …فلماذا تكون أسوتنا و قدوتنا قوم فرعون فيستخف بنا البعض
ونطيعهم.. لماذا …؟؟؟ قال مولانا العظيم { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ
كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ } زخرف/54 .
5- لماذا لا نحرر ونتحرر من القيود والسجون والظلم
الفكرية والنفسية ونخرج وننطلق إلى وفي نور الحق والهداية والصلاح والإصلاح وحب الوطن
والإخلاص للشعب …ونعمل ونقول ونقف للعراق و
من أجله وفيه واليه)
حلول ناجعة يرسمها انسان قد ارتضع الوطنية ارتضاعاً وامتزج عشقه لها كعشق الرضيع لامهِ,وكيف لا فيه الارض التي احتوته واحتضنته فطوبى لكل غيور على وطنه وارضه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق