بدءاً نقول ان الانسان خُلق اجتماعياً وليس منفردا او منعزلاً عن غيره بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع الاخرين والا لما كانت للحياة معنى ,جُبِل الانسان على هذه الفطر ة ولكن ؟!!بسبب الظلم وابتعاد الناس عن مكارم الاخلاق اخذت تبتعد هذه الصفة من البعض ممن ازّينت لهم الدنيا متناسيين ان الله خلقهم شعوبا قبائل .
فالاسلام
كفل او انه يتمكن من ان يخلق مجتمعاً
متكافلا متكافئا فالانسان المسلم المؤمن يتميز بصفة الحب والروح الانسانية التي
زرعها الله فيه نتيجة العشق الالهي ولان المجتمع المسلم يختلف عن غيره من
المجتمعات التي لا تملك خصائص ومميزات تصطبغ بالمسؤولية تجاه الآخرين فهي مظهر من مظاهر
يقظة الضمير وتحكيم الوجدان والاسلام يقوم على التكافل والتعاون بل ولا يكون
المجتمع مجتمعاً إسلامياً بالمعنى الشامل إلا إذا كان متكافلاً تسوده المحبة والوئام
وتنتشر في سمائه العدالة ويظهر بين أوساطه الإيثار. فقد
اكد القران الكريم والسنة الشريفة على مبدا التكافل والتعاون الانساني بين الافراد
يقول
تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً *الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ
النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ
لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً * وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً]([21]).
ويقول
تعالى : [لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ]([22]).
ويقول
تعالى: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ]([23]).
وقوله
صلى الله عليه واله وسلم : (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد إذا اشتكى
عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)([24]
ومن
هنا يتفوه الإمام علي (عليه السلام) بهذه المقولة المأثورة: (الناس صنفان اما اخ لك
في الدين أو نظير لك في الخلق
فهذه
الحكمة الرائدة هي دعوة من الإمام (عليه السلام) للإصلاح والإهتمام بالآخرين إعانة
وإعالة وإدخال السرور على قلب بني البشر والقيام بكل عمل من شأنه تفريج كربتهم وقضاء
حاجتهم والتقرب والتودد إليهم وإشباعهم بالجانب العاطفي الذي يساهم في توثيق عرى التضامن
والتباذل
بين بني الإنسان.فقد انتهجت مرجعية الصرخي الحسني هذا الطريق اساسا لها وملاذا
لتكون العون لمن يحتاج ان يغترف من فيض عطفها سواء كان ماديا او معنويا علميا او
اخلاقيا وسيرا على سيرة اهل البيت اخذت هذه المرجعية بوادر اعمالها لتكون العون
والسد المنيع لكل ابناء جنسها .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=370198
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق